منوعات

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب ، متى لا يقبل الله توبة العبد

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب وكيف يعرف متى لا يُقبل التوبة؟ هذا هو الموضوع الذي سنتحدث عنه في هذا المقال. يتعيّن على كل إنسان في الحياة أن يتجاوز خطاياه وأن يطهر نفسه من الذنوب، وذلك بالتوبة إلى الله تعالى. فالتوبة هي عملية إرجاع النفس إلى طاعة الله، وهي مرحلة حاسمة في حياة المسلم، وفي هذا المقال سنتناول بعض النصائح التي تساعد على التوبة من الذنوب، بالإضافة إلى توضيح متى لا يُقبل التوبة ويوضح موقع واتس الخليج المزيد.

جدول المحتويات

كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب

باب التوبة هو باب كريم وواسع، فقد فتحه الله جل في علاه لجميع العباد الذين يعودون إليه تائبين آيبين، ويشعرون بندمهم على ذنوبهم. إذا لم تكن هناك عودة إلى الله، فسوف يضل كثيرون من المسلمين. ولكن الله جل في علاه لديه رحمة وكرم لعباده، ويحافظ على باب التوبة مفتوحًا دائمًا، لأنه كريم ورحيم ويقبل توبة كل تائب. يذكر الله في كتابه العزيز: “يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”. في هذا المقال، سوف نناقش بعض الطرق التي يمكن استخدامها للتوبة من جميع الذنوب.

الإقلاع عن الذنب

تتضمن الذنوب العديد من الأنواع، بما في ذلك الكبائر والصغائر، وتتطلب التوبة منها البدء بالابتعاد عن الذنب أولاً، وتجنب العودة إليه مرة أخرى. ويذكر الله صفات المتقين في كتابه الكريم، حيث يصفهم بأنهم توابون، ويقول: “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ”.

وصف الله المتقين بصفات عديدة، فمنها أنهم ينفقون في السر والعلانية، ويملكون أنفسهم بالصبر والإحسان، ويعفون عن الناس ويصلحون الصلح مع من يختلفون معهم. وعندما يقعون في الخطأ، سواء كان الخطأ من كبائر الذنوب أو من صغائرها، يسارعون إلى التوبة والاستغفار من الله عز وجل، ويحاولون الابتعاد عن مصادر الإغراء والفتن. ويتم ذلك بالتذكر بأن الله يرى ويعلم كل شيء، وأنه سيحاسب كل إنسان على أفعاله في الدنيا. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ”، وهذا يدل على أن المتقين يتحلىون بالوعي والحذر والتذكر، ويسارعون في العودة إلى الله في كل مرة يخطئون فيها.

ينبغي للمسلم أن يؤمن بأن من يترك شيئًا لله، فإن الله سيعوضه بخيرٍ منه. وقد روى في الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أتينا على رجلٍ من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قال: نعم، سمعته يقول: إنك لن تترك شيئًا لله عز وجل إلا أبدلك الله به خيرًا منه.” وفي رواية أخرى، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي وعلّمني مما علّمه الله تبارك وتعالى، وقال: “إنك لن تترك شيئًا لاتقاء الله إلا أعطاك الله خيرًا منه”. والله أعلم.

الندم على ما فات

الندم هو الأساس الذي يجعل التوبة صحيحة ومقبولة عند الله. إذا لم يكن هناك ندم عن الأفعال التي ارتكبها الشخص، فلا يمكن اعتباره تائباً. فعدم الشعور بالندم هو إشارة واضحة إلى قبول المذنب للخطيئة التي ارتكبها. ويتضمن الندم شعوراً بالألم والحزن على الأفعال التي ارتكبت، مع الإصرار على تغيير سلوكه المخالف لأوامر الله. يلجأ الشخص النادم إلى الله بالدعاء والتضرع، مطالباً بالعفو والمغفرة. ولكن يجب أن يتحقق الشروط الأخرى لصحة التوبة مثل التوبة الصادقة والإصرار على تجنب الخطيئة في المستقبل. وقد روي في حديث أن التابعي عبد الله بن معقل بن مقرن، دخل مع والده على ابن عباس فسمعه يقول: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘الندم توبة’. فقال له والده: ‘أتدري ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟’. فقال ابن عباس: ‘نعم، قال: الندم توبة’”.

العزم على عدم العودة للذنب

يجب على المسلم أن يعلم بأن الإصرار على الذنب يعتبر من الأمور الخطيرة التي قد تؤذيه، وفقاً للشريعة الإسلامية، فالإصرار يعني الثبات على ارتكاب المعصية، علماً بحرمتها وعدم التوبة والاستغفار منها بعد ارتكابها. ولذا ينبغي على المسلم أن يحارب نفسه ويعمل على عدم العودة لارتكاب هذا الذنب مجدداً. ويمكن للمسلم اتباع الخطوات التالية لمساعدته على ذلك:

  • الاعتراف بالذنب وتقديم الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى.
  • العمل على تعزيز العلاقة بين المسلم والله، وذلك بالقراءة والتدبر في القرآن الكريم والصلاة والأدعية والأذكار.
  • الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه في التخلص من الإصرار على الذنب.
  • العمل على تغيير البيئة المحيطة بالمسلم والابتعاد عن المواقف التي تدفعه للعودة لارتكاب الذنب.
  • العمل على تطوير النفس وتحسين الصفات الإيجابية، مثل الصبر والاستقامة والإخلاص والتسامح.
  • الاستشارة بأهل العلم والخبرة في هذا المجال، والتعلم منهم كيفية التغلب على الإصرار على الذنب.

وبالتالي، يمكن للمسلم العمل على تجنب الإصرار على الذنب وتحقيق الرضا الكامل من الله تعالى. والله أعلم.

اقرا ايضا: حكم قول يحلها الف حلال ابن عثيمين

رد الحقوق لأصحابها

اختلف العلماء حول مسألة إعادة الحقوق إلى أصحابها فيما يتعلق بصحة التوبة. فهناك من يرى أن إعادة الحقوق شرطٌ لصحة التوبة وأنها لا تصح بدونه، وهناك من يرون أنها ليست شرطًا لصحة التوبة بل هي أمرٌ مستقل. وفيما يلي يتم شرح ذلك بشكل أكبر.

  • القول الأول: يروي بعض العلماء أن التوبة لا يمكن أن تتم إلا عند الالتزام بأركانها، وهي الندم على الذنب والتوقف عنه، ومحاولة السيطرة على النفس لتجنب العودة إليه، وإعادة الحقوق إلى أصحابها. ووفقًا لهذا الفريق من العلماء، فإن الحقوق يجب إرجاعها إلى أصحابها حتى يتم الالتزام بأركان التوبة ويتمكن المتوب من إكمالها بشكل صحيح. ولا يمكن للشخص أن يعتبر التوبة صحيحة لدى الله إذا لم يؤدي حقوق الناس.
  • الفريق الثاني: يؤمن من العلماء أن أركان التوبة هي الندم على الذنب والتوقف عنه ومحاولة السيطرة على النفس لتجنب العودة إليه، وأن رد الحقوق لأصحابها هو أمر واجب ولكنه ليس شرطًا لصحة التوبة. ويستند هذا الفريق إلى حديث التابعي عبد الله بن معقل بن مقرن الذي يقول فيه أن الندم هو التوبة. وفي هذه الحالة، يفقد الشخص حق الله في التوبة إذا لم يرد حقوق الآخرين، ولكنه سيُعاقَبُ على المظلومية التي ارتكبها. يوصي الفريقان على حد سواء بالبدء في التوبة على الفور والسعي جاهدين لرد الحقوق المستحقة لأصحابها.

الإكثار من الاستغفار والدعاء

تم تناول الاستغفار في الكتاب السماوي وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل متكرر، نظرًا لأهميته الكبيرة للعبد. يعتبر الاستغفار اعترافًا بعظمة الله عز وجل، وبحاجة العبد إلى ربه، وتذلله إليه وخضوعه له. بغض النظر عن الكم الهائل من الأعمال الصالحة التي يقوم بها العبد، إلا أنه يحتاج إلى رحمة الله ومغفرته، فلا يمكن للسيئات أن تزول إلا بالتوبة، وتلك بدورها تحتاج إلى الاستغفار. ومن بين فضائل الاستغفار هو ما رواه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “من أراد أن تسره صحيفته، فليكثر فيها من الاستغفار”. لذلك، يعتبر الاستغفار سلاح المؤمن ووسيلته للنجاة، نظرًا للفوائد والأجر العظيم الذي يتحقق عند الاستغفار.

  • حماية المستغفرين: تحذير الله تعالى من عذابه يعدّ من الدوافع الرئيسية للاستغفار، إذ إن العبد يعلم أنه إذا لم يتوب ويستغفر فقد يُلحِق به عذاب الله. فقد ذكر الله في كتابه الكريم: “وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”، وهذا يشجع المؤمنين على التوبة والاستغفار وتحمل مسؤولياتهم أمام الله تعالى.
  • الشعور بالخضوع والعبودية لله جلّ جلاله:

    قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وكاين من نبي قاتل معه ربّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين”. يُذكر في هذا الآية أن النبيَّة في سبيل الله قد يواجهون الاختبارات والمحن، ولكنهم يبقون صابرين وقويِّين، ولا يضعفون ولا يستكينون. كما أنهم يستغفرون الله ويطلبون مغفرته ويثبتون أقدامهم، ويطلبون النصر على الكفار. وبسبب تلك الصبر والإيمان والإخلاص، يُمنَح لهم الله ثواباً كبيراً في الدنيا والآخرة. ويذكر الله تعالى أنه يحب المحسنين الذين يعملون الخير ويسعون للإحسان في جميع أمورهم.

  • نزول المطر إذا أمسكت السماء: يذكر القرآن الكريم أن القحط والجوع يمكن أن يكونا بسبب الذنوب التي يقوم بها الناس. ولذلك، ينصح الله تعالى بالتوبة والاستغفار، حيث يقول: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا” (سورة نوح، 10-11). فالاستغفار يمكن أن يحد من الذنوب ويجلب رحمة الله تعالى وبركته ويساعد في إزالة القحط والجوع.
  • تفريج الهموم: فقد جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن أكثَرَ الاستغفارَ جعَلَ اللهُ له مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا، ورَزَقَهُ مِن حيثُ لا يَحتسِبُ”.

اقرا ايضا: حكم طلب الطلاق من المريض النفسي وهل طلاق المريض النفسي يقع

الإكثار من الأعمال الصالحة

أخلق الله عزّ وجل الإنسان ووفّر له الطريق الصحيح والطريق المعوج في الحياة، ومنحه الأسباب ليسير في هذه الحياة، ومن هذه الأسباب التي تؤدي إلى النجاح والفلاح في الحياة هي “الأعمال الصالحة”. فإذا تاب المرء إلى ربه من خطيئةٍ قد ارتكبها، يحتاج إلى شيء يشجعه على الثبات على التوبة، وفي هذه الحالة تكون الأعمال الصالحة هي الحل الأمثل، وذلك لما لها من فضل كبير عند الله تعالى. ولقد وعد الله تعالى عباده الذين يعملون الصالحات بحياة طيبة، حيث قال تعالى: “من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”.

عندما يستمر المرء في أداء الأعمال الصالحة التي تحظى برضا الله تعالى، ينمو الإيمان في قلبه ويتغذى به، فيصبح مترسخاً في دينه ومقتنعاً بأهميته. ونتيجة لذلك، يتجنب المعاصي ويبتعد عنها، ويصبح متمسكاً بالأعمال الصالحة.

  • الشعور بلذة كبيرة والبعد عن كل ما يسوء النفس ويؤذيها، وهذا على عكس الذنوب والأعمال التي تغضب الله.
  • دوام لذة الأعمال الصالحة في الدنيا والآخرة، وذلك عكس ملذات الدنيا الآنيّة.
  • عدم انتهاء لذة العمل الصالح، فمهما فعلت من عمل صالح أقبلت على غيره دون ملل، أما ملذات الدنيا سرعان ما يمل الإنسان منها.
  • كسب المؤمن لملذات الآخرة، فإنّ ملذات الأعمال الصالحة تكسب المؤمن ملذات الآخرة، أمّا ملذات الدنيا فإنها تحرم المؤمن من ملذات الآخرة، وهكذا وبعد أن يذوق المرء حلاوة الأعمال الصالحة ولذّتها ستبعده عن كلّ ما فيه غضب الله تعالى، وذلك لأن الدوام على الطاعات سيجعله ينفر من المعاصي، لذا كان الدوام على الطاعات سلاحًا مهمًّا في الثبات على التوبة.

الابتعاد عن رفاق السوء

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، ومن هذا الحديث يتضح أن الأصدقاء لهم أثر كبير في شخصية الإنسان، لذا يجب على الإنسان اختيار صديقه بعناية، فالصاحب الصالح يساعد على الارتقاء والتطور، بينما الصاحب السيئ يمكن أن يشوه شخصية الإنسان. ويجب على المرء إذا حضره رفيق سيء أن يبتعد عنه ويتجنب صحبته، فقد قال الله تعالى: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين”.

يمكن للفرد أن يقع في بعض الخطايا ولكن يتوب عنها، ومع ذلك، إذا عاد للجلوس مع أصدقائه الذين يرتكبون نفس الخطايا أو غيرها، فإن عزيمته قد تضعف ويعود للوقوع في الخطيئة مرة أخرى. لذلك، يجب على الفرد اختيار أصدقاء نزيهين ومخلصين يتقون الله ويخافون غضبه، حيث يعمل معهم على فعل الخير والعمل الصالح، مما يؤدي إلى الرضا من الله في الدنيا والآخرة. وقد جاء في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الإنسان على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.

الإكثار من ذكر الموت والآخرة

يعد ذكر الموت والآخرة وما يترتب على الإنسان من حساب وعقاب أمرًا شديد الأهمية، إذ يحفّز المرء على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والسعي نحو الطاعات والخيرات. ويجعل هذا الوعي المستمر بأن الموت حق وأن الحياة الدنيا محطة عابرة في رحلة الحياة يدفع المؤمن إلى التوبة والاستغفار والعمل الصالح، ويحفظه من الوقوع في الخطأ مرة أخرى. وفي هذا الصدد، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه: “أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ”، أي: كثرة ذكر الموت والآخرة يجعل المؤمن محافظًا على نفسه ومتواضعًا، في حين يدفعه الغفلة عن الموت إلى الغرور والتكبر. ويضيف الحديث الذي يرويه ابن عمر -رضي الله عنهما- أن الأكثرية من المؤمنين الأكياس هم الذين يتذكرون الموت كثيرًا ويعملون على استعداد أنفسهم له قبل وقوعه، وهم الذين يعدون بإخلاصهم وأخلاقهم وتقواهم. والله أعلم.

اقرا ايضا: الفرق بين التوبة والتوبة النصوح

كيف أتوب إلى الله بعد الزنا

يحذر الله تعالى في كتابه العزيز من الزنا باعتباره واحدًا من أكبر الذنوب، ويقول: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا، فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ، وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”. كما قال تعالى: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً”.

ومع ذلك، فإن التوبة النصوح قادرة على محو هذا الذنب بإذن الله تعالى، وقد فتح الله باب التوبة لجميع العباد، إذ هو غفور رحيم. ولكن لتقبل التوبة من هذا الذنب العظيم، ينبغي على الشخص الذي ارتكبه أن يتركه حالًا ويندم عليه، ويعاهد الله عز وجل بأن يجاهد نفسه على عدم العودة إليه مرة أخرى. كما ينبغي على التائب أن يتخذ من الصوم والعبادة والصلاة وجميع الأعمال الصالحة وسيلة للحفاظ على التزامه بتوبته بإذن الله تعالى.

كيف أتوب إلى الله من ذنب متكرر

التوبة الصادقة تمحو الذنوب، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم: “وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا”. فإذا تاب الإنسان من ذنبه بتوبة صادقة وجاهد نفسه في سبيل الثبات على ذلك، يوفقه الله تعالى ويثبته على توبته. وإذا تكرر الذنب وعاد إلى التوبة الصادقة بعد كل مرة، لا يضره ذلك بإذن الله، ولكنه يحتاج إلى الاستمرار في الجهاد والمحافظة على التوبة. كما ينبغي للإنسان أن يسعى جاهداً للخير والابتعاد عن الذنوب، لأن ذلك يعزز من قدرته على الثبات على التوبة والالتزام بالطريق الصحيح.

متى لا يقبل الله توبة العبد

هناك حالتان فقط التي لا يقبل الله توبة العبد، وهما:

  • إذا تاب وهو طريح على فراش الموت وقد غَرغَرَ: أي: وصل روحه إلى الغرغرة، وذلك لأنّ التوبة تكون في حال الصحة والأمل بالحياة، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.
  • عندما تشرق الشمس من مغربها: وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: “مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ عليه”، هاتان الحالتان اللتان لا تقبل التوبة بهما فقط.

كيف أتوب إلى الله من ترك الصلاة

يعتبر الصلاة ركناً أساسياً في الإسلام، حيث يحذر الله تعالى من تركها ويعدّها من باب العذاب والعقاب. ويتوعد الله تعالى بالهلاك للذين يتركون الصلاة ويتبعون شهواتهم، فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم: “فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” [سورة مريم: 59]. ويشير الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الصلاة هي سبب الفلاح والصلاح، وأن المؤمنين الذين يقيمون الصلاة بخشوع وتركيز هم الذين سينجحون في الدنيا والآخرة، حيث يقول الله تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ” [سورة المؤمنون: 1-2]. وأما الذين يحافظون على صلاتهم ويؤدونها بإخلاص، فإنهم سيحظون بجزاء عظيم في الجنة، حيث يقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ” [سورة المؤمنون: 9-10]. ولذا، يجب على من ترك الصلاة السعي لإقامتها وحفظها، وذلك عن طريق التذكر الدائم للثواب المترتب على الصلاة والتأكيد على عواقب تركها والعقاب الموعود للتاركين.

تمّ في هذا المقال تناول موضوع “كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب“، بعد تقديم بعض الطرق المفيدة للتوبة من الذنوب والمعاصي، وأسباب عدم قبول توبة العبد في حالات معينة، وتمّ التركيز على ضرورة الثبات على التوبة والحفاظ على الاستقامة بعد ذلك. كما تمّ استعراض بعض المسائل المتعلقة بباب التوبة.

#كيف #أتوب #إلى #الله #من #جميع #الذنوب #متى #لا #يقبل #الله #توبة #العبد

السابق
افكار اسئلة مسابقات قرقيعان الكويت 2023 جديدة
التالي
مشاهدة مسلسل ابتسم ايها الجنرال الحلقه 10 كاملة بدقة عالية