منوعات

حكيم جاسم .. توهج الاداء !!

حكيم جاسم .. منذ خطواته الاولى ولاني اعرفه منذ صباه، رحت اتابع حرصه وكيفيات تطويره لذاته التجسيدية من خلال تفحص وحرص على عدم الدخول الى قوى الشخصية المجسدة دون تفحص مدياتها وابعادها الجسمانية والفكرية والتاثيرية، حين كان الاقرب الى الشخصية الرئيسية في مسرحية الذي ظل في هذيانه يقظاً، كتبت مايشبه النقد ، معلناً اننا ننتظر بلهفة ميلاد ممثلاً يستطيع بدون خوف او ارتباك الوقوف في مطاف الممثلين الكبار التي كانت الساحة الفنية مكتظة بهم.
فنان مبهر يعرف اهم مقاصد التمثيل والفن دون ولوج امكنة الخفة والاسفاف،ظلت خطواته واثقة ترتكز على معرفة اكاديمية متمكنة ومتجددة ايضاً، يبدو حكيم جاسم في الاداء الاذاعي اكثر الفة وقرباً الى روح المستمع وقبولاته، اداء يشعر بالهدوء والفة الصوت وقدرات على نقل ما يحتاجه المستمع الى اذنيه ومن ثم اعادة صياغته وتحويله الى قوة فاعلة في الصراعات المقدمة، امام كاميرا التلفاز.
يبدو حكيم جاسم في بداياته مشدوداً تصاحب خطواته بعض من الارتباكات التي يصاحبها اداء اقرب الى الاداء المسرحي الذي ترسخ في اعماق حكيم جاسم  وهي واحدة من اهم علل الممثل العراقي، لكنه مالبث ان انتبه الى هذا فراح يشتغل بهدوء على ذاته الادائية حتى تمكن منها، فاصبح وجهاً تلفازياً مرغوباً فيه ومتابع بشكل استثناني.
أبرز محطات حكيم المسرحية كان دوره في مسرحية (الذي ظل في هذيانه يقظاً)، هذا النص الشعري الذي كتبه عدنان الصائغ وأخرجه غانم حميد، وهي محطة بارزة بالنسبة لحكيم لأن العمل كان يعتمد مبدأ البطولة الفردية شبه المطلقة ما يتيح للممثل أن يبرز إمكاناته الصوتية والجسدية من خلال عرض واحد امتد لما يقرب من الساعتين.
وعلى الرغم من أن المأخذ على عرض مثل (الهذيان) كان يتمثل في وقوعه بنمط الخطاب الشعائري الذي يتقصد إثارة المتلقي عن طريق المكبوت فيه، إلا أن المخرج وممثليه اجتهدوا في قراءتهم لنص الصائغ الشعري وبدا حكيم جاسم مسيطراً على أدواته مسترخياً في عمله نشيطاً في حضوره.
ولأن حكيم جاسم لم يكن ممثلاً نمطياً يثبت عند قالب تمثيلي معين، فلقد كانت له مشاركته الناجحة في عرض شديد الإختلاف هو عرض (ماكبث) بإخراج الفنان شفيق المهدي وبرفقة عدد من الفنانين ومنهم ماجد درندش الذي لعب دور البواب والفنانة القديرة ابتسام فريد التي لعبت دور الليدي ماكبث.

عرض (ماكبث) أريد له أن يكون واحداً من سلسلة العروض التجريبية التي برزت في المسرح العراقي انطلاقاً من أكاديمية الفنون الجميلة وأسهم في صياغتها مخرجون من بينهم المهدي، ولقد جاءت أطروحة العرض غريبة على جمهور المتلقين التقليديين عندما افترض تأويل المهدي فرقة كاراتيه تحيط بطاغية العصور ماكبث في الوقت الذي يكون البواب فيه هو أهم سلطات العرض.

كان على حكيم جاسم ، وبالطبع على الممثلين الآخرين في هذا العرض، أن يتخلوا تماماً عن ما يمكن تسميته بالتمثيل الداخلي التقليدي لصالح ما يمكن أن تمنحه الإمكانيات الجسدية من دوال تسهم في صياغة الرؤية المشهدية التي تتدخل في صياغتها أيضاً مجموعة من القطع الاكسسوارية، وخاصة الأزياء في هذا العرض تحديداً.

#حكيم #جاسم #توهج #الاداء

السابق
متطلبات وشروط عمل وكالة الكترونية 2023
التالي
مانجا One Piece الفصل 1082 مترجم