بتول عزيز .. عن كثب كنت اراقبها وهي تراجع الورق الذي يرتجف بخفة طائر مضطرب بين يديها، باحثة عن مدخل يرضي
روحها من اجل الامساك بعمق وابعاد شخصيتها المجسدة، تنصت برغبة الاطلاع عن الكيفيات التي يتقمص بها المشاركين معها شخوصهم وتتابع خطوات الانفعال والتأثير والتأثر ايضاً دون ان تتحدث و تسأل بشيء، الهدوء الادائي فعل خال من القصدية لدى بتول عزيز، تمسك رأس الخيط الذي يدخلها الى اعماق الشخصية وابعادها النفسية والاجتماعية وجذورها التاريخية، لهذا يعتمدها مخرجي الاذاعة في اغلب مسلسلاتهم، التي تحتاج الى اداء متقن فاعل وصوت قادراً على التلون والحرفية.
لم اشاهد بتول عزيز مؤدية فوق خشبة المسرح، ولا ادري لماذا في الوقت الذي تابعتها تلفازياً منذ اول ظهور لها مجسدة شخصية فاطمة في مسلسل النسر وعيون المدينة، الشخصية البريئة التي لفتت انتباه المشاهد اليها، نتيجة عفويتها ودقة فهمها التجسيدي لشخصيتها ذات الميزات المتشابكة القلق والارتباك.
منحت شخصية فاطمة بتول عزيز بطاقة دخول مهيبة ومهمة الى الدراما التلفزيونية مشتغلة مع كبار المخرجين والكتاب، بداية بتول عزيز كانت عام 1974 من خلال إذاعتي جمهورية العراق وصوت الجماهير كمقدمة لبرامج الأطفال.
انطلاقتها الفعلية كانت في مسلسل (النسر وعيون المدينة) وكانت حينها طالبة جامعية في كلية العلوم قسم الكيمياء ،كما عملت مع الفرقة القومية لتقرر بعدها الابتعاد عن التمثيل واكمال دراستها الجامعية وعملت بعد تخرجها محللة كيميائية في مختبر الافلام التابع إلى دائرة السينما والمسرح، وانشغالها بحياتها الأسرية لكنها عادت إلى الفن بعد غياب استمر 16عاما قدمت أعمالا عديدة في السينما والمسرح منها:
2020 واحد زائد واحد (أمل)
2020 يسكن قلبي (ناهدة)
2017 للأسرار عيون
2015 وادي السلام
2015 حرائق الرماد
2014 القوت والياقوت
2013 الطوفان ثانية ريما
2012 قصة حي بغدادي
2012 باب الشيخ
2012 القناص
#بتول #عزيز #براءة #التجسيد
