رحل عن عالمنا المخرج العراقي الكبير محمد شكري جميل، الذي يُعد واحدًا من أبرز رموز السينما العراقية، بعد مسيرة طويلة حافلة بالإبداع والعطاء الفني الذي ساهم في تعزيز صناعة السينما في العراق وإغناء المشهد الثقافي العربي.
وُلد محمد شكري جميل عام 1937 في مدينة الموصل، وبدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن العشرين. درس السينما في بريطانيا، حيث تخصص في الإخراج وتصوير الأفلام، ثم عاد إلى وطنه ليبدأ مسيرته العملية في قسم السينما بدائرة الإذاعة والتلفزيون. ترك جميل بصمة لا تُنسى في السينما العراقية من خلال أعماله التي عالجت قضايا وطنية واجتماعية، مقدماً عبرها صورة حية لروح العراق وتاريخه.
من أبرز أعماله فيلم “الملك غازي” (1993)، الذي يُعتبر أحد أهم الأفلام التاريخية العراقية، حيث تناول حياة الملك غازي بأسلوب فني مميز. كما أخرج الفيلم الملحمي “المسألة الكبرى” (1983)، الذي وثّق ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية، مسلطًا الضوء على النضال الوطني للشعب العراقي.
عرف محمد شكري جميل بأسلوب إخراجي يجمع بين الإحساس الفني العالي وسرد القصص بواقعية وعمق. كما لعب دورًا مهمًا في تدريب جيل جديد من السينمائيين العراقيين، الذين أصبحوا لاحقًا من الأسماء اللامعة في عالم الفن السابع.
برحيله، فقدت السينما العراقية والعربية قامة إبداعية كبيرة، ورمزًا للتميز والعطاء. ستبقى أعماله شاهدًا على موهبته وإرثه الفني الخالد.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفاة محمد شكري جميل
